بعد نجاح الدورة الأولى، احتضنت كلية العلوم والتقنيات بمدينة الحسيمة يومي 25 و26 أبريل 2025 النسخة الثانية من الملتقى الدولي والذي تمحور حول موضوع "اللسانيات، الأدب، التواصل: بعض إمكانيات الشراكة"، من تنظيم شعبة التسيير وتقنيات التعبير والتواصل بكلية العلوم والتقنيات بالحسيمة، وبشراكة مع مختبر علوم الإعلام والتواصل والخطاب بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان.
هذا المؤتمر الذي يعد تظاهرة علمية كبرى، سعى من خلال أشغاله إلى مدّ جسور جديدة بين مجالات المعرفة التقليدية والحديثة، واستكشاف آفاق التفاعل بينها، انسجامًا مع التحولات الرقمية والثقافية المتسارعة.
وتناول الملتقى، من خلال جلساته العامة والورشات الموازية، مجموعة من المواضيع المحورية التي تجمع بين الأدب واللسانيات وعلوم التواصل، مثل آفاق الشراكة بين اللسانيات وتحليل الخطاب الأدبي، التفاعل بين الأدب والوسائط الرقمية الجديدة، تطور مهارات التواصل في العصر الرقمي، دور التواصل في تحقيق التنمية المستدامة والمسؤولية الاجتماعية، الأدب كمساحة للحوار الثقافي والهجرة والهوية، والتحديات الجديدة للاتصال المؤسسي والسياحي والمالي في العصر الرقمي... وغيرها الكثير من المواضيع.
وتميز الملتقى، بمشاركة نخبة من الدكاترة، الأكاديميين والباحثين من جامعات دولية ومغربية، قدموا محاضرات قيمة، مما يرسخ البعد الدولي للحدث، ويؤكد مكانة الحسيمة كمركز أكاديمي منفتح على الحوار الثقافي والعلمي العالمي.
ومن ضمن المشاركين: بيير ماريو القادم من جامعة جان-جوريس بفرنسا، أنطونيو كوستا فالينتي من جامعة الغرب فارو، بالبرتغال، فينسنت كوبولا من جامعة بول ساباتيي بفرنسا، عبد الفتاح الحيالة، وياسين الرزقاوي من جامعة عبد المالك السعدي... إلى جانب محاضرين آخرين من ضمنهم طلبة باحثين في سلك الدكتوراه من مختلف ربوع المملكة، كفاس، وجدة، تطوان، الحسيمة، أكادير، الرباط، الدار البيضاء، مكناس، سطات، بني ملال، الجديدة ... وغيرها.
واختتمت جلسات اليومين العلميين، بلقاء ختامي وازن للكاتب الطبيب محمد لشقر الذي استعرض تجربته الخاصة بين مهنة الطب وعالم الكتابة في جلسة بعنوان: "الأشكال الأدبية، الهوية، والالتزام".
ملتقى الحسيمة، هو عرس علمي وإنساني، نُسجت خلاله علاقات يطبعها تبادل الخبرات والتجارب الأكاديمية، ومختلف آليات البحث العلمي.
وقد أسدل الستار على أشغاله بتكريم ضيوف الشرف وتوزيع شهادات المشاركة على كل المساهمين في إنجاح فعالياته من أساتذة، وباحثين وطلبة، الذين بدورهم نوهوا بحسن التنظيم، ودقة البرمجة العلمية، فضلا عن جودة النقاشات التي عرفتها مختلف الجلسات
هذا وقد أسفر الملتقى عن مجموعة من التوصيات العلمية الرامية إلى تعميق البحث المشترك بين اللسانيات والأدب والتواصل، وتعزيز استعمال التكنولوجيا الرقمية في التحليل الأدبي والخطابي، مع الدعوة إلى تنظيم دورات مستقبلية أكثر تخصصًا.
ويطمح الملتقى الفتي، مواصلة المَسِير، لجعل الحسيمة نقطة التقاء العلماء والمفكرين، وكذا محطة علمية هامة تطبع مسار الباحثين، كما يؤكد عزمه على ترسيخ حضوره كموعد سنوي قار، يسهم في تطوير الفكر الأكاديمي ويرتقي بمستوى البحث العلمي في المغرب وخارجه.